تحديد مكان المسيح الدجال الجزء الثانى
والاصل فى تحديد مكان الدجال ما ورد فى حديث فاطمة بنت قيس الذى جاء فيه ( أعجبني حديث تميم ؛ أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ، ومكة ، ألا إنه في بحر الشام ، أو في بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ماهو)
فنلاحظ هنا ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحدد مكان البحر تحديدا فقال ( ألا إنه في بحر الشام او فى بحر اليمن) ثم قال ( لا بل من قبل المشرق) ما هو ؟ من قبل المشرق ما هو؟ من قبل المشرق تأكيدا.
اذن هناك ثلاث اتجاهات مختلفة وسيأتى توضيح الثلاثة الاتجاهات المختلفة وماسبب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
1. بحر الشام فى اتجاه من شمال الجزيرة العربية
2. بحر اليمن فى اتجاه الجنوب من الجزيرة العربية
3. لا بل من قبل المشرق بصيغه الجذم والتاكيد الاتجاه الشمال الشرقى من المدينة
اولا لابد من معرفة لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ألا إنه في بحر الشام او فى بحر اليمن) ولم يحدد بحر معين ؟
ما هى الحكمة؟
وهل عدم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمكان تحديدا قد يجعل قارئ الحديث فى حيرة ؟ ام ان الحديث فيه من العلم والحكمه ما قد يصعب على القارئ العابر الغير متدبر عدم فهمه الحديث؟
سبحان الله والحمد لله الذى ارسل عبدة ورسوله محمد فعلمة ما لم يكن يعلم.
رسول الله لا ينطق عن الهوى بل كل كلمة وكل هدى وكل سنة من رسول الله هى من فضل الله عليه ومما علمه الله ومما اوتى من الحكمة وجوامع الكلام .
اذن لابد ان نفهم لماذا قال رسول الله ( ألا إنه في بحر الشام او فى بحر اليمن) ؟
الاجابة لو تدبرنا فى نفس الحديث لوجدنا الاجابة وسنعرض الحديث كاملا لكى نتدبر سوي
ا
- يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا ، فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهرا في البحر ، ثم ارفؤوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيهم دابة أهلب ، كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أن الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : لما سمت لنا رجلا ، فرقنا منها أن تكون شيطانة ، فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا ، وأشده وثاقا ، مجموعة يداه إلى عنقه ، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ، ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب ، كثير الشعر ، ما يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة ، قلنا ؛ وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعا ، وفرقنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة ، قال : أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : أسألكم عن نخلها هل بثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنها يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال : هل فيها ماء ؟ قلنا : هي كثيرة الماء ، قال : إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين ذعر . قلنا : عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هي كثيرة الماء ، وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ، ونزل يثرب ، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب ، وأطاعوه ، قال : قد كان ذلك ! قلنا : نعم ، قال أما إن ذلك خير لهم ؛ أن يطيعوه ، وإني أخبركم عني ، أنا المسيخ وإني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج ، فأسير في الأرض ، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة ، غير مكة وطيبة ، هما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا ، يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ، ألا أخبركم ؟ هذه طيبة ، هذه طيبة . هذه طيبة ، ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم ؛ أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ، ومكة ، ألا إنه في بحر الشام ، أو في بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ماهو
الراوي: فاطمة بنت قيس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع
- الصفحة أو الرقم: 7889
سنجد الاجابة فى هذة الجزئية من الحديث (حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام)
ثلاثين رجلا من لخم وجذام من لخم ومن جذام هنا ؟ ومن خلال معرفتنا بلخم وجذام سنعرف لماذا قال رسول الله (الا انه فى بحر الشام او بحر اليمن)
من هم لخم وجذام ؟
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أن رجلاً من القوم قال يا رسول الله ما سبأ أرض أم امرأة ؟ قال عليه الصلاة والسلام وعلى آله " ليست بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فأما سته فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا ،فأما الذين تيامنوا ،فمذحج وكنده والأزدوالأشعريون وأنمار وحمير خيرها كلها ،وأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعامله وغسان ".
أخرجه الحاكم في المستدرك ،وأقره الذهبي ورواه الطحاوي في المشكل والطبراني والترمذي
اذن لخم وجذام هما قبيلتان من قبائل العرب من ارض اليمن كما جاء فى الحديث التالى
أقبل أنس بن مالك إلى معاوية بن أبي سفيان بدمشق فدخل عليه فقال له معاوية حدثني بحديث سمعته من نبي الله صلى الله عليه وسلم ليس بينك وبينه فيه أحد قال أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الإيمان يمان هكذا إلى لخم وجذام
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: العراقي - المصدر: محجة القرب
الإيمان يمان ، هكذا إلى لخم وجذام
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة
وهنا حديث مفصلا.
كان يعرض يوما خيلا ، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أفرس بالخيل منك . فقال عيينة : وأنا أفرس بالرجال منك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وكيف ذاك ؟ قال : خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم ، لابسو البرود من أهل نجد . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت ، بل خير الرجال رجال أهل اليمن ، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة ، ومأكول حمير خير من آكلها ، وحضرموت خير من بني الحارث ، وقبيلة خير من قبيلة ، وقبيلة شر من قبيلة ، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما ، لعن الله الملوك الأربعة : جمداء ومخوساء ومشرخاء وأبضعة وأختهم العمردة . ثم قال : أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشا مرتين فلعنتهم ، وأمرني أن أصلي عليهم فصليت عليهم مرتين . ثم قال : عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية . ثم قال : لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة ؛ خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة ؛ ثم قال : شر قبيلتين في العرب نجران و بنو تغلب ، و أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول
الراوي: عمرو بن عبسة السلمي - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله ثقات - المحدث: الألباني
اذن من الاحاديث السابقة عرفنا ان لخم وجذام هما قبيلتان من قبائل اهل اليمن. فيقول قائل اذن لماذا لم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم على ان الدجال( انه فى بحر اليمن ) ؟
فأقول له انتظر قليلا
لانك غير مطلع جيدا بأخبار العرب فقبائل لخم وجذام هم اصلهم ارض اليمن وقد سكن كثيرا منهم الشام وفلسطين والحيرة فاقول لك الاتى
لخم وهو : اسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مره بن أدد بن زيد في قول من نسبه الى قحطان
جذام وهو : اسمه عمرو بن عدي ، وجذام اخو لخم
ومن لخم : المناذره ملوك الحيره قبل الاسلام .
ومن جذام: زيد بن حرام ، واباظه ، والعيايده ، والبواسل ، وهيكل ، والبواسل في مصر ويافا
وبنو مهدي ، وداوود ، وزهير في البلقاء وبنو عمرو في دورا .
وبنو عقبه ،والجراوين ، وابو شرخ ، وفيض ، وقريش ، وصبيحات ، وبعجه في السبع
عامله وهو : اسمه الحارث وهو أخو لخم وجذام نزلت بطون منهم: جبل عامل بلبنان وسمي الجبل باسمهم
وفي الخليل وقراها فرق منهم العمله وفي قبلان بمنطقة نابلس عشيره منهم .
فإن أكثر أهل فلسطين من اليمن، لخم وجذام، حتى كان يقال لفلسطين بلاد لخم وجذام. وانضم إليهم العدنانيون بعد الفتح.
فلسطين قبل الاسلام :
من الثابت أن العرب كانوا يملؤون فلسطين قبل الفتح الاسلامي وكان بها من القحطانيين والعدنانيين وإن كان الغالب قحطان (اليمنية).
ان الكثير من أهل بلاد الشام يعتقدون أن أول صلة للشام بالعرب كانت مع الفتح الاسلامي، وان الفاتحين كانوا من الحجاز والصحيح أن بلاد الشام كانت عربية خالصة قبل الفتح بمئات السنين وأن أهل اليمن من لخم وجذام تتابعوا على سكنى الشام والهجرة اليها وكان في جيوش الفتح الجند اليمني بل كانت بلاد الشام تسمى قبل الاسلام ببلاد لخم وجذام، وجذام من القحطانية.
ومن المعروف ان كثيرا من الصحابة الاجلاء كانوا من قبائل لخم وجذام ومنهم الصحابى الجليل تميم الدارى الذى كان يسكن هو وعشيرته مدينة الخليل بفلسطين وآل تميم الداري منهم المجالي في الكرك
من هنا فهمنا لماذا قال رسول الله عن مكان المسح الدجال( الا انه فى بحر الشام او بحر اليمن(
وذلك طبعا نسبة الى قبائل لخم وجذام الذين ركبوا السفينة التى رست عند الجزيرة التى يوجد بها الدجال فقبائل لخم وجذام اما ان يكونوا
• ممن يسكنون فى الشام فقال رسول الله ( الا انه فى بحر الشام ) .
• واما ان يكونون ممن يسكنون اليمن فقال رسول الله ( او بحر اليمن)
اذن الان فهمنا لماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مكان الدجال ( الا انه فى بحر الشام او بحر اليمن)
انه لاينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم .
ولكن قد يسأل سائل فيقول الى الان لم نحدد مكان البحر الذى توجد به الجزيرة التى يمكث بها الدجال لحين خروجه ولكن اقول له سوف يكون الجواب الشافى ايضا من كلام خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.
فقد جاء فى الحديث الصحيح التالى الجواب
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فضحك فقال : إن تميما الداري حدثني بحديث ، ففرحت فأحببت أن أحدثكم : أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا سفينة في البحر فجالت بهم حتى قذفتهم في جزيرة من جزائر البحر ، فإذا هم بدابة لباسة ناشرة شعرها فقالوا : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة . قالوا : فأخبرينا . قالت : لا أخبركم ولا أستخبركم ، ولكن ائتوا أقصى القرية ، فإن ثم من يخبركم ويستخبركم . فأتينا أقصى القرية ، فإذا رجل موثق بسلسلة فقال : أخبروني عن عين زغر . قلنا : ملأى تدفق . قال : أخبروني عن البحيرة . قلنا : ملأى تدفق . قال : أخبروني عن نخل بيسان الذي بين الأردن وفلسطين هل أطعم ؟ قلنا : نعم . قال : أخبروني عن النبي هل بعث ؟ قلنا : نعم . قال : أخبروني كيف الناس إليه ؟ قلنا : سراع . قال : فنرى نزوه حتى كاد . قلنا : فما أنت ؟ قال : أنا الدجال وإنه يدخل الأمصار كلها إلا طيبة ، وطيبة المدينة
الراوي: فاطمة بنت قيس - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي
فمن تدبر فهم ان الدجال فى بحر الشام وهذا مكان تواجدة الان حتى يؤذن له بالخروج
نسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم بما جاء وسوف نعرض لكم فى الجزء التالى ان شاء الله مفهوم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ، ماهو
وهو مكان خروج الدجال او المنطقة التى سيخرج منها وصولا الى جزيرة العرب
@مع تحبات الزعيم@